بسم الله الرحمن الرحيم
العقبةُ البَصَريةُ Captcha image وفرصةٌ للتغلب عليها
إذا كانت هذه أُولَى زياراتِك إلى هذه المدوَّنةِ؛ فإني أحبُّ أن أُنبهَك أيها القارئُ الكريمُ إلى ثلاثةِ أمورٍ سبقَ أن نبهتُ إلى اثنين منها في المقالةِ السابقة:
1. ستجدُ في أعلى الصفحةِ المقالةَ الأحدثَ، ثم الأقدمَ فالأقدمَ بعدَ ذلك، فلا تعجلْ علَيَّ وعلى نفسِك واصبر إن اللهَ مع الصابرين.
2. ستجدُ قربَ نهايةِ الصفحةِ رابطاً يؤدي بك إلى الأَرشيفِ حيثُ المقالاتُ الأقدمُ التي لا تظهرُ هنا في هذه الصفحة.
3. يَحسُنُ مني أن أُشيرَ إلى أنَّ قراءةَ المَقالتين الأُولَيَيْن من مقالاتِ هذه المدوَّنةِ لن يكونَ مَضاعةً لوقتك إنْ تفضلتَ بقراءتِهما، بل ربما كان في اطلاعِك عليهما حفظٌ له من الضياعِ، فقد تَكشِفان لك عن وجهةِ هذه المدوَّنةِ فتعرِفُ ما تنتظرُ منها وما لا تنتظر.
أما الآنَ فإلى حديثِ العقبةِ التي كلَّتْ منها عيونُ المبصرين، وتلجمت بسلاسلِ العجزِ أمامَها برامجُ المكفوفين. فلم يَكد القومُ يفرحون ببرامجِهم الناطقة، ويَلوحُ لهم من وميضِ الأملِ بارقة، ويحسبون أنهم بها قد استغنوا عن سؤالِ الكريمِ واللئيمِ من العباد، وظن بعضُهم أنه قد أمسك الشمسَ بيديه أو كاد. لم يَكد يحدثُ ذلك كلُّه، ويبحِرُ الناسُ في الشبكةِ العنكبوتية، حتى صدَمتهم العقبةُ البَصَرية. ولكن ما هذه العقبةُ البَصَرية؟
لعلك أيها القارئُ أردتَ يوماً من الأيامِ أن تُنشئَ حساباً بريديا لك على بعض المواقعِ التي تُقدمُ هذه الخدمةَ مثل: Yahoo أو Hotmail أو Google أو غير ذلك، ولعلك أردتَ يوماً من الأيامِ أن تُنزِلَ إلى جهازِك ملفَّاً مستضافاً في أحدِ مواقعِ الاستضافةِ مثل: Rapidshare وغيرِه، ولعلك أردتَ أن تتركَ تعليقاً على مقالٍ قرأتَه، ولعلك أردتَ التسجيلَ هنا أو هناك. لعلك أردتَ ذلك كلَّه أو بعضَه؛ فإذا بك تقفُ مكتوفَ اليدينِ ومعصوبَ العيْنين عندما يُطلَبُ إليك أن تنظرَ إلى صورةٍ أمامَك وتنقلَ ما بها من أحرفٍ مرسومةٍ، فتطلبُ العونَ من برنامجِك الناطقِ فتجده أبكمَ لا يقدرُ على شيءٍ. فإنْ كان قد وقع لك من ذلك شيءٌ؛ فاعلم أنها العقبةُ البَصَريةُ أو ما يُسمونه بالـ Captcha image وهي صورةٌ منقوشٌ عليها نَقشاً أحرُفٌ وأرقامٌ مشوهةُ المعالمِ عن عَمْدٍ. ولكن ما الغرضُ منها وما الحكمةُ التي وراءَها؟
يقولون إن الحكمةَ التي وراءَها هي التأكدُ من أنَّ المستفيدَ من الخدمةِ المقدمةِ هو بشرٌ من لحمٍ ودمٍ، وليس برنامجاً حاسوبيا موجهاً يَقصدُ مَن وراءَه من المخرِّبين والمتطفلين إلى إلحاقِ الأذى بالموقعِ مقدمِ الخدمةِ بتحميلِه ما لا يُطيقُ من طلباتِ التسجيلِ أو التنزيل، ذلك أنَّ هذه العقبةَ الموضوعةَ في الطريقِ لا تقدِرُ البرامجُ الحاسوبيةُ على اجتيازِها، ولا يتخطاها إلا بنو آدمَ بما أعطاهم اللهُ من القدرةِ على الإدراكِ والتحليلِ. كذلك فإن هناك فائدةً أخرى لهذه العقبةِ هي مَنعُ العابثين وغير الجادين من بني آدمَ من عبَثِهم، فلا شكَّ أنه لا يصبرُ على فكِّ رموزِ هذه العقبةِ إلا الجادون، أما الهازلون فسيزهدون في الأمرِ أمامَ تلك الصورةِ المشوهةِ التي طُمست معالمُها عن عَمْدٍ. هذا كلُّه إذا كان ابنُ آدمَ من أولي الأبصارِ. ولكن ما العملُ إنْ لم يكن منهم؟ أو كان منهم ولكن حالت موانعُ تقنيةٌ دونَ ظهورِ الصورةِ على حاسوبِه؟ هنا سيقدمون إليك البديلَ وهو العقبةُ السَّمْعيةُ Audio Captcha قائلينَ: إنْ لم تكن قادراً على رؤيةِ الصورةِ فاستمع لما يُتلى عليك بعد الضغطِ على هذا الرابطِ واكتب ما سمعتَ، فتفرحُ بذلك وتظنُّ أنَّ الفرَجَ قد جاءك، فتضغَطُ على الرابطِ كما أُمرتَ، فإذا بك تَسمعُ كلاماً عجباً لا تَعرفُ أعلاه من أسفَلِه، ولا أوَّلَه من آخرِه، فتقولُ في نفسِك كما قال الشاعر:
المستجيرُ بِعَمْروٍ عندَ كُربتِه كالمستجيرِ من الرمضاءِ بالنارِ
وما ذلك إلا لأنَّ العقبةَ السَّمْعيةَ قد شُوهت عن عَمْدٍ كما شُوهت العقبةُ البَصَريةُ من قبلُ ليمنعوا بذلك برامجَ التعرفِ الصوتي من تحليلِ هذا الكلامِ المشوهِ واستخراجِ ما فيه من أحرفٍ وأرقامٍ بطريقةٍ آليةٍ. وربما حاولتْ بعضُ المواقعِ أن تُقدمَ بديلاً آخرَ وهو العقبةُ المنطقيةُ Logical captcha وذلك بالاستعاضةِ عن العقبةِ البَصَريةِ بسؤالِك سؤالاً لا تستطيعُ البرامجُ الحاسوبيةُ الموجهةُ فهمَه ولا الإجابةَ عليه. وربما قدمتْ بعضُ المواقعِ الأخرى بديلاً آخرَ وهو إرسالُ رسالةٍ قصيرةٍ إلى هاتفِك المحمولِ فيها النصُّ المطلوبُ كتابتُه. ولكن هل من سبيلٍ للتعاملِ مع العقبةِ البَصَريةِ Captcha image على ما هي عليه دونَ إضاعةِ الوقتِ والجهدِ في طلبِ البديل؟
نعم، هناك فرصةٌ للتغلبِ على هذه المشكلةِ ولكن بشروطٍ، وإليك البيان:
1. قمْ أولاً بتثبيت متصفحِ الإنترنت Firefox وذلك بعد تنزيلِه من موقعِ مطوريه:
http://www.mozilla.com/firefox
وذلك لأن حل مشكلةِ العقبةِ البَصَريةِ مرتبطٌ بهذا المتصفحِ خاصةً دون Internet explorer المشهورِ بينَ الناس.
2. بعدَ تثبيتِ هذا المتصفحِ قمْ بزيارةِ الموقعِ الذي سيجعلُ عينيه في خدمتِك وهو:
وذلك لتنزيلِ إضافةٍ برمجيةٍ من هناك تُزودُ متصفح Firefox بالقدرةِ على التواصلِ مع هذا الموقعِ، ولا تنس أن تكونَ زيارتُك باستخدام Firefox نفسِه لا internet explorer وذلك لأن الموقعَ لن يقومَ بتنزيلِ هذه الإضافةِ البرمجيةِ إلا بهذا الشرط.
3. قمْ بفتح حسابٍ لك هناك بعدَ التثبيتِ، وانتبهْ إلى أنهم يريدون أن يتأكدوا من جديتِك، وأنك في حاجةٍ حقيقيةٍ إلى هذه الخدمةِ، وأنك من المستحقين لها، وذلك بشرحِ دواعي طلبِك لها، أو بناءً على دعوةٍ قُدِّمتْ إليك من أحدِ الأعضاءِ الحاليين.
4. بعدَ الحصولِ على العضويةِ تستطيعُ الاستفادةَ من كل المزايا التي يقدمها الموقعُ، أما قبلَها فليستْ كلُّ المزايا متاحةً ومنها حلُّ العقبةِ البَصَرية.
وفي نهايةِ حديثي أسألُ اللهَ أن ينفعَني به وإياكم.
هناك تعليق واحد:
حل جيد لمشكلة كثيراً ما أزعجتني
إرسال تعليق