الأربعاء، أبريل 01، 2009

لغتنا الجميلة .. اعتذار واقتراح

بسم الله الرحمن الرحيم

لغتنا الجميلة .. اعتذار واقتراح

لا أستطيعُ أن أَنسَى هذه اللغةَ وإنْ أخذني عنها حديثُ الحاسب، وما ينبغي له أنْ يأخذَني وقد أنفقتُ من سنوات عمْري ما أنفقتُ متفيئًا ظلالَها وما أزالُ. من أجل ذلك أودُّ أن أَلفِتَ انتباهَ القُرَّاءِ الكرامِ إلى أمرين:

أولاً: لقد حرصتُ منذ بدأتُ أنشُرُ هذه المقالاتِ في هذا المكانِ على إلزامِ نفسي بضبط كلماتِها ضبطاً لغويَّاً بالشكلِ رعايةً لِحق اللغةِ من ناحيةٍ، ولتستقيمَ ألسنةُ آلاتِ النطق العربيةِ الملحقةِ ببرامجِ قراءةِ الشاشةِ التي يعتمدُ عليها عددٌ غيرُ قليلٍ من قُرَّاءِ المدوَّنةِ من ناحيةٍ أخرى. ولكنني اليومَ – على كُرهٍ مني – أسألكم أن تُسامحوني في التحلل من هذا الإلزامِ رعايةً لِحقٍّ آخرَ غير حق اللغةِ وحقِّ آلاتِ النطق، هو حقُّ محركاتِ البحث وحقُّ الباحثين عن المدوَّنة. فأواصرُ المودةِ والألفةِ بينَ محركاتِ البحثِ والنصِّ العربيِّ المضبوطِ بالشكلِ ليست قويةً بالقدرِ الذي يجعلها تُرشِدُ سائلِيها إليه إنْ لم يطلبوه منها برَسْمه وشكلِه. وربما تقوى هذه المودةُ والألفةُ مع الأيامِ إنْ شاء الله، وحتى تقوى سأترك الأمرَ لفطنةِ القُرَّاءِ يصلحون بحِسهم اللغوي ما تُفسده سَلمَى وأخواتُها، وأخوهم ذلك يوسفُ الذي لا أحسبه إلا سَلمَى متشبهةً بالرجال، غفر اللهُ لي سوءَ الظن!
ومع ذلك، فلا تطاوعني نفسي كلَّ المطاوعةِ أن أتحللَ تحللاً كاملاً من الالتزامِ بضبطِ المقالاتِ ضبطاً لغويَّاً بالشكل، - ولعلكم لاحظتم ذلك –، فسألتزِمُ إنْ شاء اللهُ هذا الضبطَ بينَ وقتٍ وآخرَ في بعضِ المقالاتِ خاصةً إذا دعت إليه ضرورةُ أمنِ اللبس دفعاً لسوءِ الفهمِ، أو فهمِ غير المراد.

ثانياً: وأما الأمرُ الآخَرُ الذي أودُّ التنبيهَ إليه فهو أنني قد غيرتُ في هذه المدوَّنةِ كلمةَ أرشيف المعربةَ عن كلمة Archive وجعلتُ مكانَها كلمةً أخرى عربيةً أصيلةً تقومُ مقامَها لمن يريدُ الأصالةَ في مواقعِنا وصفحاتِنا العربيةِ. هذه الكلمةُ العربيةُ المقترحةُ للاستبدالِ بكلمةِ أرشيف هي كلمة "مستودع"، فلقد وجدتُ بعدَ النظرِ والمقارنةِ أنها أصدقُ الكلماتِ العربيةِ تعبيراً عن معنى كلمة Archive الإنجليزية. ولم أبنِ هذا الاختيارَ وذلك التفضيلَ على مجردِ الذوق الشخصي، بل على أسسٍ لغويةٍ تحتملُ النقاشَ والأخذَ والردَّ الذي يخرجُ بهذه المدوَّنةِ عن طبيعتِها إذا خضنا فيه، إلا إذا أراد القُرَّاءُ ذلك.

وفي ختامِ حديثي أسألُ اللهَ أن ينفعَني به وإياكم.

هناك 5 تعليقات:

غير معرف يقول...

السلام عليك سيد عاطف وبارك الله فيك على ما تقدمه لنا في هذه المدونة من خير فضيل.
ودعواتنا لك بدوام التوفيق
عبد الله الشهراني

عاطف أبو الوفا يقول...

وعليكم السلام أستاذ عبد الله، وأشكرك لتشريفك المدونة بالزيارة، وتقبل الله دعاءك، وجعلني والمدونة عند حسن الظن.

غير معرف يقول...

بارك الله فيك استاذ عاطف

عبد العزيز عبد الله يقول...

من تكون سلمى وأخواتها ومن يوسف؟

عاطف أبو الوفا يقول...

سلمى وأخواتها ويوسف أسماء لمجموعة الأصوات المزودة بها برامج قراءة الشاشة التي تتولى تحويل النصوص المكتوبة على شاشة الحاسب إلى صوت مسموع، وهي أصوات مقبولة من حيث المخارج الصوتية لكنها ليست مثالية في قراءة النص العربي إذا لم يكن مشكولًا، فأنت تعلم طبيعة اللغة العربية وطبيعة الخط العربي، فهو خط حمَّال أوجهٍ في كيفية نطقه بالنسبة للبشر فما ظنك ببرامج حاسوبية تتولى قراءة النصوص العربية قراءة آلية!